اخر الأخبار

اخر الاخبار

الاثنين، 13 فبراير 2023

الحسين عليه السّلام





 


الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام، المعروف بسيّد الشّهداء والمكنّى بأبي عبد الله (4ــ61 هـ)، ثالث أئمّة الشّيعة. تولّى أمر الإمامة بعد إستشهاد أخيه الإمام الحسن (ع) لأحد عشر عاماً حتّى إستشهاده في واقعة الطفّ يوم العاشر من محرّم سنة 61 هـ، وهو ثاني أبناء الإمام علي (ع) وفاطمة الزّهراء، كما أنّه السّبط الثّاني للنّبيّ محمّد (ص).

أسماه النّبيّ (ص) حسيناً بعد ولادته، وأخبر أنّه سوف يُقتل على يد مجموعة من أمّته. وكان النّبيّ (ص) يحبّ الحسن والحسين (ع) حباً شديداً، ويدعو الآخرين لحبّهما أيضاً.

ويُعدّ الحسين (ع) أحد أصحاب الكساء الّذين نزلت في حقّهم آية التّطهير وآية المباهلة. ووردت روايات كثيرة عن جدّه (ص) في فضله (ع)، منها: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّةط، وإنّ "الحسين مصباح الهدى وسفينة النّجاة".

وفي العقود الثّلاثة الّتي تلت وفاة النّبيّ (ص) لم يذكر إلاّ القليل من سيرة الحسين (ع)، فكان سنداً لأبيه أمير المؤمنين (ع) حينما تولّى الخلافة، وشارك في جميع مشاهد تلك الحقبة.

ووقف مسانداً لأخيه الحسن (ع) في الصّلح مع معاوية. وبعد إستشهاد الحسن (ع) بقي ملتزماً بالصّلح، ولذلك عندما راسله شيعته وأظهروا إستعدادهم لمساندته كإمام لهم للقيام بوجه حكومة بني أميّة دعاهم للصّبر والتريّث لحين موت معاوية.

وقد تزامن عهد إمامة الحسين بن علي (ع) مع حكومة معاوية. وبناءً على ما ورد في المصادر، أنّ الإمام الحسين (ع) كان له موقف معارض لحكم معاوية، فمنه توجيه رسالة تدين معاوية على قتل حُجر بن عَدِي، كما أنّه (ع) في مُجريات مساعي معاوية لإستخلاف ولده يزيد، إستنكر ذلك على معاوية وأبى مبايعته، ففي مجلس حضره معاوية وآخرون، عارض فيه علانية بيعة يزيد وبيّن بعض صفات يزيد الّتي تدلّ على فسقه وإنغماسه في الملذّات، وأكّد للحاضرين على مكانته وحقّه (ع) بالخلافة والإمامة. ومن أهمّ المواقف السّياسية المعارضة للسّلطة الحاكمة هي الخطبة الّتي ألقاها الإمام (ع) في مُنى.

ورغم هذا ورد أنّ معاوية كان في الظّاهر يكنّ كامل الإحترام للإمام الحسين (ع) يتبع في ذلك الخلفاء الثّلاث.

بقي الحسين (ع) على موقفه الرّافض لبيعة يزيد حتّى بعد هلاك معاوية وإعتبرها غير شرعيّة، فبعدما أصدر يزيد أمراً بأخذ البيعة من الحسين (ع) وقتله في حالة إمتناعه عنها، خرج الحسين (ع) مع أهل بيته من المدينة في اليوم الـ28 من رجب سنة 60 هـ متجهاً إلى مكّة.

وفي فترة إقامته بمكّة إستلم رسائل كثيرة من أهل الكوفة تدعوه فيها بالقدوم إليهم حتّى يبايعوه وأن يسمعوا له ويطيعوه، فأرسل لهم إبن عمّه مسلم بن عقيل سفيرا عنه ليعرف مدى مصداقية دعواتهم له، فلمّا أرسل مسلم رسالة يخبر الإمام الحسين (ع) بصدق دعوات الكوفيين والبيعة له غادر الحسين (ع) مكّة متّجهاً إلى الكوفة في الـ8 من ذي الحجّة وذلك قبل أن يطّلع على نبأ نكث الكوفيين عهودهم وإستشهاد مسلم بن عقيل على يد عبيد الله بن زياد.

كان ابن زياد واليا على الكوفة عندما كان الحسين (ع) قادماً إليها، فلمّا وصل هذا الخبر إلى ابن زياد أمر بجيش يمنع الحسين (ع) تقدّمه نحو الكوفة، فأجبر الحرّ بن يزيد، وهو على رأس ألف فارس، الحسين (ع) أن يعدل عن الطّريق، ثمّ النّزول بأرض كربلاء، فلمّا تجمّعت الجيوش بقيادة عمر بن سعد لمحاصرة ركب الحسين (ع) دارت حرب غير متكافئة في يوم عاشوراء بين معسكر الحسين (ع) (72 رجلاً) وجيش ابن سعد، مما أدّت إلى مقتل الحسين (ع) وأصحابه جميعاً. ثمّ أُخذت النّساء والأطفال، ومعهم الإمام السّجاد عليّ بن الحسين (ع) الذي كان وقتها مريضاً، سبايا، وأرسلوا إلى الكوفة ومنها إلى الشّام. وبقيت أجساد الشّهداء على صعيد الأرض حتّى دفنهم بنو أسد في 11 أو على رواية أخرى في 13 من محرّم.

لوحة توضّح موقع معسكر الحسين وجيش عمر بن سعد.

إختلفت الآراء حول ما قام به الإمام الحسين (ع) في حركته من المدينة إلى كربلاء؛ أكانت هي مسعى لتشكيل الحكومة أو كانت مبادرة لحفظ النّفس من الغيلة والقتل؟ فاستشهاد الحسين بن علي (ع) ترك أثراً عميقاً في نفوس المسلمين والشّيعة بالخصوص، وإستلهمت من حركة الحسين (ع) حركات مناهضة للسّلطة مما أدّت إلى توالي الثّورات ضدّ الحكومة والسّلطات الحاكمة المتعاقبة.

تأسّت الشّيعة بأئمّتهم في إحياء ذكرى الحسين (ع) والإهتمام به، وذلك بإقامة مجالس العزاء والبكاء، خاصّة في شهري محرّم وصفر. وتحظى زيارة الإمام الحسين (ع) في روايات المعصومين عليهم السلام بالتّأكيد البالغ، حيث صار مرقده مزارا للشّيعة على مدار السنة.

إنّ الحسين بن علي (ع) يحظى بمكانة رفيعة عند الشّيعة فإنّه سيّد شباب أهل الجنّة، وثالث أئمّة أهل البيت، بل إنّه يتمتّع بإحترام وتقدير أهل السّنة أيضاً، وذلك بسبب جملة من الفضائل الّتي وردت على لسان رسول الله (ص) في حقّه، وموقفه من حكم يزيد.

لوحة لمعركة كربلاء. متحف بروكلين.

وقد جُمعت أقوال الحسين (ع) وأحاديثه، وأدعيته، ورسائله، وأشعاره وخطبه في كتابين هما موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) وكتاب مسند الإمام الشّهيد، وألّفت كتب عديدة حول سيرته الذّاتية وحياته (ع)، في ضمن موسوعات، أو تحت عنوان سيرته الذّاتية (ع)، أو مقتله أو دراسات تاريخية حوله أيضاً.

الحسين، مصباح الهدى وسفينة النّجاة.

الحسين عليه السّلام، سيّد الشّهداء.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أجراس الخطر

  تتناول الحلقة الأولى " الحقيقة وراء أحداث 11 سبتمبر " ما حدث بعد عودة يُسري فودة من لقائه بالقاعدة وزعيمها أسامة إبن لادن في إفغ...

المشاركات الشائعة